المقالات
الرئيسية

مشاركة هذا المقال من خلال:

تأثير العطر على النفسية:

ترتبط حاسة الشمّ بجزء من الدماغ يسمى "الجهاز الحوفي". هذا النظام مسؤول عن الذكريات والعواطف بحيث انه يكتشف ويمرر المعلومات إلى الدماغ، ويتحكم في إطلاق بعض الهرمونات. يتم نقل الهرمونات إلى أعضاء وأنسجة الجسم لممارسة وظائفها ما يؤثر على الوظيفة الإدراكية والمزاجية، بالإضافة إلى الوظيفة الجنسية والصحة الإنجابية والنمو.

وقد أظهرت الأبحاث التي أجرتها جامعة Brown University أيضا وجود صلة بين العطور والحالات العقلية مثل الأرق، والإجهاد، والتركيز.

 وقد أثبتت التجارب السريرية في جامعة Maryland أن روائح الورد والخزامى والفانيليا وحتى القهوة يمكن أن تساعد في الحدّ من التوتر والأرق، ويمكن أيضاً أن يتم تحسين التركيز من خلال الروائح الكافورية والعطرية مثل النعناع والكافور والفراولة والخزامى، والتي لها تأثير جعل الدماغ أكثر يقظة.

وبسبب هذا الاعتقاد، يقوم بعض المنتجين اليابانيين برش هذه الروائح في مصانعهم من أجل تحسين الإنتاجية وتقليل الهدر من خلال الأخطاء المرتبطة بالتركيز.

أمّا على صعيد الذاكرة، فبعد استخدام حاسّة الشمّ لأول مرة، يتذكر الدماغ العطر في المرة التالية التي يشمّ فيها الرائحة ويستعيد بالتالي الاستجابة للحافز أيضاً. وبسبب هذا الأمر، قد تستعيدون نفس المشاعر عندما تشمّون رائحة العطر مرة أخرى.

 العطور، يمكن أن تستدعي أيضاً ردود فعل عاطفية قوية تؤثر بدورها على نفسيتكم، فمنها ما يبعث السعادة في النفسية وأنواع أخرى تسبب الإكتئاب والحزن ذلك بسبب الاختلافات في الارتباطات العاطفية.

نصائح لاستخدام العطور بهدف تحسين الصحة النفسية:

العطر هو اختيار شخصي للغاية، وإذا لم تكونوا متأكدين من أين تبدأون أو كيف تتفاعلون مع عطور معينة، فحاولوا التركيز على بعض الأنواع التي تساعد على إرسال الإشارات الإيجابية المطلوبة إلى دماغكم. تميل العطور مثل الخزامى والبابونج والياسمين إلى تعزيز الاسترخاء التي تساعد على تخفيف التوتر والقلق في حين أن العطور القوية بما في ذلك البرتقال والليمون والمانجو يمكن أن تساعد في تقوية التركيز .

العطور والعاطفة:

 تؤثر العطور بشكلٍ كبيرٍ على انفعالات الأشخاص وانطباعاتهم بشكلٍ عام، لذلك تتمحور صناعة العطور من قِبل الشركات حول إمكانيّة حدوث الانجذاب والإتصال من خلال العطر، من خلال تطوير عطورٍ تعمل على نقل مجموعة من المشاعر، مثل الحيويّة والإسترخاء وغيرها،

 وعلى المستوى الإعتيادي فإن من أهم الأدوات التي تعمل على زيادة الانجذاب بين أي شخصين هي العطور، إذ أبرزت بعض الأبحاث تأثيرالعطور التي يُمكن أن يختارها الشريك كعطورٍ مفضلةٍ في الحُكم على نسبة التطابق والتشابه عند الشريك الآخر، وبالتالي يكون الرد مرتبطًا به، فعلى سبيل المثال، قد ينجذب بعض الأشخاص إلى العطور ذات الطابع القويّ، وفي المُقابل قد يراها بعض الأشخاص مثيرةً للغثيان ومُزعجة إلى حدٍ كبير، وقد يؤدي ذلك إلى تأثير العطور على النفسية لكلا الفئتين وعدم حدوث الإنجذاب بينهما.

العطور والاسترخاء:

للروائح تأثير كبير وفعال على استرجاع التجارب السابقة حسبما ذكر الموقع الطبي (Dr. Mercola)؛ بناءً على ما وصل إليه مؤسسه الدكتور ميركولا بأن للروائح تأثير كبير وفعال على استرجاع الذكريات والتجارب السابقة، وهي أشبه بالعملية التي تقوم بها الحواس الأخرى والتي تترجم من خلال المشاهد والأصوات واللمسات.

تجتمع الذكريات المرتبطة بالرائحة فيما يسمى بذاكرة الشم، فحاسة الشم تلعب دوراً هاماً عند الثدييات في استرجاع الذكريات، وهذا الأمر يتطور بشكل طبيعي مع التطور في السن والتقدم في العمر، أما في حال إصابة بعض الأفراد بأمراض الدماغ مثل الزهايمر والخرف؛ يسبب لهم ذلك العجزَ في ذاكرتهم الشمية وقدرتها على تذكر العطور والروائح، بالتالي يفقد هؤلاء القدرة على التمييز بين الروائح مع التقدم بالمرض.

كما تذهب بعض الأبحاث الطبية إلى معرفة حالات الاكتئاب عند البعض من خلال اكتشاف ضعف حاسة الشم لديهم، فبذلك يمكن تمييز الكثير من الأمراض والاضطرابات العقلية من خلال قدرة الشم وقوة هذه الحاسة لدى الفرد.

حاسة الشم تحفز الذكريات وتتعامل مع الذاكرة.

وحسب دراسة أجراها الباحث دونالد ويلسون في جامعة أوكلاهوما في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 بينوا فيها أن الرائحة هي جزيء فيزيائي يرتبط بمستقبلات بروتينية، فكل مستقبل يمتلك جزيء أي رائحة يستجيب لها، وهناك حوالي ألف نوع يمكن معرفته ويمكن للخلايا العصبية تمييزه، يكشف نظام حاسة الشم عن الروائح من خلال الكبيبات الموجودة في البصلة الشمية المسؤولة عن التفريق في الإدراك الحسي للعطور.

كما أن العمليات العصبية الموجودة في نظام حاسة الشم هي المسؤولة عن اللدونة العصبية وتغيير السلوك أو الشعور عند التعرض للروائح المخزنة في الذاكرة، لكن هذا لا يعني التأثر بجميع الروائح، فعند التعرض لرائحة ما لفترات طويلة تنخفض الاستجابة للرائحة لتكيف الخلايا العصبية عليها، فالنواقل العصبية هي التي تحفز حاسة الشم وتؤثر على أداء الخلايا واستجابتها للروائح، كذلك تشارك اللوزة الموجودة في الدماغ في تكوين الذكريات للتجارب العاطفية ولا سيما التي ترتبط بالخوف.

الذكريات التي ترتبط بالروائح تجعل عاطفتك أكثر قوة:

هذه الروائح تشق طريقها عبر مناطق أخرى في الدماغ، بما في ذلك المناطق التي تسيطر على الذاكرة والعاطفة، فتقوم بمعالجة إضافية قبل الوصول للإدراك الواعي للرائحة، وإضافة إلى المناطق الدماغية التي تتعامل مع الروائح، يحتوي الجسم على الكثير من مستقبلات الروائح التي يقدر عددها بما لا يقل عن 1000 مستقبل بما فيها الحواس، 4 مستقبلات عبر النظر، 4 أو أقل عبر اللمس، وهذا يعني أنه بالإمكان التمييز بين أنواع مختلفة من الروائح.

التعليقات