المقالات
الرئيسية

التونكا و الكومارين المواد الخام

مشاركة هذا المقال من خلال:

#سلسلة_عطر_عقلك 67

#عطر_عقلك
التونكا و الكومارين المواد الخام

بقلم Matvey Yudov

من الصعب جدا أن نحدد ماذا كانت المكونات المواد الاصطناعية الأولىه التي تم استخدامها في صناعة العطور. كانت المواد الأولى "التجريبية" الاصطناعية أجزاء صغيره من الزيوت المعزوله الأساسية والمواد الفردية التي تم استخراجها و عزلها من مصادر طبيعية. البنزيلديهايد - Benzaldehyde، ذو رائحة تشبه اللوز المر، ويعتبر في بعض الأحيان من بين أولى المواد العطرية الاصطناعية. ولكن مهلاً، في كثير من الأحيان يرتبط هذا المكون بمادة تسمى الكومارين. ولكن حقاً، الكومارين ليست ماده مصطنعة تماما.

العديد من النباتات تحتوي على الكومارين. وبالاضافة الى التونكا والفانيليا، في تركيزات عاليه سنجد الكومارين في نبته جويسئة خضراء، و الانجليكا (Galium verum, Angelica)، القرفة الصينية (Chinese cassia القرفه العطريه)، و في نبته Sweet grass(Hieróchloe odoráta). كثير من الفواكه تحتوي على الكومارين، على سبيل المثال، الكرز الحامض، الفراولة، الكشمش الأسود والمشمش. وو كلما ارتفعت النسبه المنتجه من الكومارين تجعل من الطعم مر وغير جذاب لمعظم الحيوانات.

أغسطس فوغل - August قام بعزل الكومارين لأول مرة من حبوب التونكا والبرسيم الحلو (سوف نتحدث عن هذا لاحقا) في 1820. وأخطأ الكومارين بحمض البنزويك. وفي العام نفسه، الصيدلي الفرنسي نيكولا جان باتيست غاستون جيلوبورت - Nicholas Jean Baptiste Gaston Guibourt اكتشف الخطأ و قام بتسميه المركب الجديد "الكومارين" (من الاسم الفرنسي للحبوب التونكا، coumarou). في عام 1856، قام فريدرش فولر - Friedrich Woehler بتحديد الهيكل التركيبي الكميائي للكومارين، وفي عام 1868، وليام هنري بيركن - William Henry Perkin قام بتصنيعه لأول مرة في المختبر. عشر سنوات (1877) لاحقه قام باخترع المركب الصناعي من هذه المادة.

Coumarin crystals - كريستالات الكومارين

في عام 1884، بول باركيه - Paul Parquet، المالك والعطار بدار Houbigant - هوبيجان، قام بتركيب عطر Fougère Royale، الذي يعتقد أنه أول عطر يحتوي على مكونات إصطناعية (بنيت علي نوته مركزيه من الخزامى، طحلب البلوط والكومارين). كان عطر Fougère Royale حوالي 10٪ الكومارين. من تلك اللحظة بالذات بدأ العصر الحديث في تاريخ العطور. *

وقد خلد Fougère Royale اسمه بالعائلة العطريه الكبيرة جدا من عطور ال "فوجير". Fougere يكاد يكون الوحيد "حصريا" من العطور الرجاليه الذي لا يزال موجودا و يتم تطويره (على الرغم من، وفقا لرأي جان-بول غيرلان - Jean-Paul Guerlain كان هناك اثنان فقط من عطور الفوجير الجيدة ، Jicky و Mouchoir de Monsieur).

حوالي 90٪ من العطور الحديثة تحتوي على الكومارين، يمكنك الكشف بسهولة عن طريق مراجعة قائمة المكونات على عبوة العطر. لقد قدمت تجربة وبشكل عشوائي اختاروا 10 عطور وسترى الكومارين في تكوين 9 منهم. تقريبا كل العطور تحتوي علي أكثر من 1٪ من الكومارين.

وعادة ما يتم وصف رائحة الكومارين كالقش المقصوص حديثا. في التركيزات المنخفضة الكومارين يحمل حقا نوعا من رائحه القش المتعفن، ولكن في التركيزات الكبيرة يصبح ذو روح جورماند، برائحة اللوز- الفانيلا. العطور الجورماند تحتويه بنسبه أكثر من غيرها. في القوائم الوصفية للعطور ويلاحظ أنه قد بختبئ وراء نوتات التونكا والفانيليا، المرزباني أو التبغ. ما يسمى مركب С6، و مركب cis-3-Hexenol ، هو المسؤول عن نوته العشب الأخضر الطازجه تلك.

من وجهة النظر العلمية، الكومارين هو مركب اكتون-(cyclic) ester . عديد الاكتونات، ويستخدم في صناعة العطور، وغالبا ما يحمل رائحة شمعية دهنية مميزة، تذكرنا بجوز الهند والحليب. المواد العطرية، التي تشبه هيكل مركب الكومارين الجزيئي، لها رائحة مماثلة: المكسرات، الفانيلا، جورماند دسمه. ويقتصر استخدام الكومارين علي نسبه 1.6٪ في المنتج النهائي للعطور، وحتى أقل، تصل إلى 0.1٪، في مستحضرات التجميل. تقع جميع المركبات المماثلة تحت نفس القواعد.

بين الجزيئات ذات الخصائص الشميه المماثلة في الرسم التوضيحي أعلاه، ستميز ال Tonkene. هذا المركب هو انتصار لنظرية الاهتزاز التي اسسها الناقد العطري والكيميائي الحيوي Luca Turin - لوكا تورينو. تم الحصول على بنية هذا المكون من خلال محاكاة الكمبيوتر للسعي لإيجاد جزيء مشابه للكومارين عن طريق الاهتزاز الجزيئي. تم تصنيع هذا الجزئ بنسخه مشابهه و قريبة جدا من رائحة الكومارين.

حبوب التونكا - ثمار ال Dipteryx odorata، شجرة استوائية في وسط وجنوب أمريكا - تحتوي على 1-3٪ من الكومارين. فول التونكا المطلق يحتوي على 90٪ من الكومارين. حبوب التونكا الشائخه يمكنك ملاحظه انها تحمل بلورات بيضاء صغيرة. هذا هو الكومارين عمليا في شكله النقي! وتستخدم حبوب التونكا في صنع الحلويات، و معطرات الهواء وحتى كطارد للحشرات. و يمكن اعتبارها من انواع التوابل، تم حظر الكومارين من صناعة المواد الغذائية في العديد من البلدان، التي اعتبرها بمثابة مبالغة واضحة. فيمكنك العثور علي نسبه من الكومارين في القرفة - قانونياً- بنسبه 1٪.

Tonka beans, فول التونكا

وقد استخدم الكومارين على نطاق واسع في التوابل من و تبغ الغليون والسجائر. وترتبط رائحة الكومارين الآن مع روائح التبغ حيث يحملان نفس اللمسه من الدفئ. في حين أن التبغ المطلق لا يحتوي على أي نسبه من الكومارين، لكن غالبا ما تقترن نوتات التبغ بالكومارين في العطور.

واحدة من قصص الرعب الأكثر شيوعا حول الكومارين هو أنه سم الفئران. فمن السهل أن نفهم مصدر هذه الشائعه، لكننا بحاجة إلى تعلم شيئا من التاريخ. بدأ كل شيء عندما تم تشخيص مرض عضال بيحمل أعراض تخثر الدم في الماشية في أمريكا الشمالية في بداية القرن ال20. تم الكشف عن أن العلف الذي قدم لتغذية الماشية المصابة من البرسيم الحلو (من جنس إكليل الملك). و في عام 1940 تم عزل مركب ضار من البرسيم الحلو، مركب ديكومارول، والذي يمتلك خصائص قويه مضادة للتخثر. بعد ذلك ظهرت مركبات مماثلة كثيرة مثل مشتقات (4 - Hydroxycoumarin) و في عام 1948 تم تصنيع الوارفارين. و حصل على براءة اختراع كسم للفئران و كان يتمتع بشعبية حتى تم اختراع المزيد من مضادات القوارض الأكثر عصريه. في عام 1950، كان الوارفارين أكثر شعبية كمانع لتجلط الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، والجلطات الدموية.

ال Furanocoumarins، أو الفوكومارينز، المعروف أيضا باسم أعشاب الكومارين، هي مجموعة متنوعة من النباتات لها تأثير ضوئي. احدهم هو ال Bergapten المستخرج من البرغموت، الأمر الذي يجعله ذو خصائص سمية نباتية. تم العثور على كميات اكبر من Bergapten في hogweed Sosnowsky أو عشبه هرقليوم سوسنوفسكي، وهي نوع خطير من الاعشاب. يخترق الجلد بسهولة ويسبب حروق الشمس الحادة.

على الرغم من الكومارين له غله من الأقارب المخيفة، فإنه لا يزال يقع تحت معدلات طلب مرتفعه جدا في صناعة العطور والطهي (بشكل رئيسي في حبوب التونكا والقرفة).

* "... حتى بدأت صناعة العطور الحديثة في نهاية القرن التاسع عشر، اقتصرت صناعه العطور قبل ذلك على خليط من المستخراجات الطبيعية و المواد المحلية، لكن مع توغل الراتنجات الغريبة والنباتات المستوردة من بلاد بعيدة بأسعار مرتفعة كان من اللازم ايجاد بدائل" تي. سانشيز، T. Sanchez, The Perfumes, The A-Z Guide.

 

التعليقات

مقالات متعلقه